""ولادة""
كان يوم مشمس و هادىء وبعض من عبق ربيع يهلل من شرفة باب فتحت على فجأة، طويل القامة معتدل المزاج أبتسامة ارتسمت على وجهه ، اقترب ويداه في جيب سترة بيضاء كأنه يهمر بخبر يعلن الحياة.. وقف و حيا بطيب ارتسم به دفىء في كل الاركان...
حمدا لله على السلامة، ما قاله لسيدة العذاة اكمل يشير بيده الى سرير صغير و هو يقول نبتة هنا لم ترغبي بها لكنها اشرقت كل فضاء، هو حزيران لكن يومها به ربيع عاد وبث بنا الحياة.. بكت السيدة و هي تردد نعم كان سبق القرار، مُذنَب رجم بي الوضوح في ما اقره الله... نظرت الى وليدتها كأنها تقرأ لاول مرة محاولة أن تفهم الاسباب، نعم ثمرة كأن صور كل ما عشت مكتوب على جبينها و أنا اتصفح صور الحياة، استمرت با الكلام و هي تمسح دموعها رافعة رأسها الى طبيب العائلة قائلة: ايها الطبيب ايها الصديق الذي منحني لحظة بها كدت ارتكب شرا بغباء لك اترك ما ترغب في تسميتها و أنت أَحق مني اليوم في منحها أسم كما تراه..... ابتسم واضع يده على قلبه صامت و ابتسامة رضا على وجهه قائلا إذن لن يكون غير امال، أرى بها كل ما لم أراه في طقولة ولدت على يدي، بل كاني اقرأ طالعي في ماحباك الله... امال موفقة لك مع هذه الامال.. ستكون منبع خير لك و صدر به تحمل كل اشلاء وجع راكمته لك الحياة، بل ستكون ذاكرة لك في كل خطاك.....
صمت وهو ينظر الى الوليدة الجديدة ثم قال كنرجسة هي أرتمت في حضن ربيع غير منتظر... كأن الحروف معها اختفت و عطرها لغة تداعب القدر... رغم صراع في أن لا تكن من وجود احق به الرحمان، ربما لوجودها سبب، لكنها ابت إلا ان تكون هنا حاملة ابتسام من اول ظهور ، التفت الى والدتها وقال لها لعل هذه الامال ستكون رفقة و رسالة بها تنثر الامان في نفس من يلقاها و في حياتك... انتبهت الام أن الطفلة لم تتوقف عن الابتسام و هدوئها ليس بطبيعي ، قالت نعم ربما هي هدية بها نعي كل ما نقيم به من اخطاء لا ندرك نتائجها... مدت يدها لترفع طفلتها و تضمها الى صدرها و تسقيها من ثدي الحنان ما كانت ستحرمها منه بقرار مسبق لم تعي معناه... اصبحت الشمس مع العمر عائق بل شروق يسبب لها فقد الامان لكنها لم تفقد الامل في أن الشروق هو اعلان لبداية خارج أي مقدرات...
هي الولادة لما لا علم لنا بما به يمكن أن يحمل رحم الامهات... احتضنت الام وليدتها بعمق وهي تردد سأبقى معك لنرسم الامل و نحيك سجاد الامال في قرارة النفوس و بالوانها نعطر العمر...
19\04\2019
أمال السعدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق