السبت، 11 مايو 2019

المنطقية و الفلسفة..................الاستاذة أمال السعدي



المنطقية و الفلسفة..................
سألوا أرسطو ماهي الفلسفة؟؟؟؟ قال:
((إنها حكمة يرتبط بماهية الإنسان التي تجعله يرغب بطبيعته في المعرفة)).... تفسير به الوضوح ان القوانين والعادات ما كانت ولن تكن سبب في الوصول الى قمة تحقيق الفهم العام للطبيعة الكونية....وهذا ما يرفضه الكثير من الفلاسفة في ان يعتمدواعلى النتيجة المنطقية التي تفرض قاعدة بها وجب السير، بل التاكيد على ان الفكر هو القاعدة في تحريك البنية المجتمعية، لان الانسان لا يمكن ان يربط بسياسة استمع واتبع بل فكر علمني كيف اتعلم ،المعرفة هي اول مفتاح لفهم الحياة وخلقها...
( هذا ما تطرق له ابن خلدون في مقدمته حين شرح الفرق بين الغرب والشرق ).... كل هذه التعريفات تحمل نفس التفسيرعلى ان القدرة على الحكمة هي التي ترسم الموازنة المتكاملة لفهم الذات لا خلافها، على ان تكون بعيدة عن الانا السفلية التي تدعو الى التعالي،او الانا المتوارثة وفقا لعادة باتت سبب في انسلاخ الانسان عن الفكر و المعرفة... من هنا ياتي دور الفلسفة في ما به تركيبة البشرية من فرض لها وبها لا ما يفرض عليها وفقا لطبقية تكتسب المصلحة الخاصة على حساب العموم.....
الفلسفة علم يفيض في تفصيلية التفسير والتحليل لمفهوم الحكمة، علم يوضح و يصيب فقه الخلق و الخليقة وفقا لقيمة الانسانية ، تضع الفلسفة الترتكيب الواضح لكيفية رسم البنية الكونية لفرض رسو أصالة تحرير المجتمعات من جهالة مزمنة...هي الباب التي بها ترصد كل التفصيلات الاجتماعية و الترتيب السياسي و القضائي ما يحدد الاحقية في صلاح المجتمعات...
تغيرت الفلسفة مع مرور الزمن وفقا لما كانت تحمل من طرح في مفهوم الكون و البشرية ...اصبحت الحداثة نوعا من تقسيم طبقي بين العالم و المتعلم ما وفر فرصة لخلق مساحة كبيرة من الجهل على حساب الطروحات الفلسفية... وضح التوجه بين كل الطبقات في اي طرح على انه سفه ورغبة في انتزاع عادة لا فرض او ضرورة لها....الفيلسوف هاديكر يقول"ان اغلب الرجال صاروا يفسروا الفلسفة على انها نوع من الثقافة العالية ليس بالضرورة ان يحملها أي شخص ،واكدوا ان الفلسفة عملية فهم متكامل للمعرفة لا غير" وهذا ما أشار له هيكل الألماني ايضا، اتجهت الحداثة صوب ما به جوهر الرغبة و نصب الخيال و التوسع به على أن تقوم في تفسير الاهم ، على سبيل المثال ما طرح في علم الفلسفة في رسم الفرق بين الموت و الحياة، او بين الغنى و الفقر....حيث اعتبر البعض من طبقة المثقفين ان الفلسفة هي مجرد نهج تم بها توضيح روح الخالق لا غير....هي الحكمة التي اكد عليها افلاطون و اطلق عليها روح الخالق أو روح الاله... الفلسفة علم يحمل فرضية تعددية في الكثير من التفسيرات ، حتى في الرسالات الالهية تم التأكيد على فهم الفلسفة و ضرورة تفسير وتحليل الكثير من المظاهر و مثال على ذلك تكرار كلمة البصيرة في الكتاب الكريم...هذه الكلمة التي تعتبر منطق جوهر الحكم في التعمق في محور الكثير من الامور الحياتية و التي يمكن ان تحقق ضمان العيش الامن بين الشعوب.... 
تعمقت جوانب الفلسفة حيث بات لكل ركن في الحياة وجهة فلسفية تحمل الكثير من المعاني، و اصبحت علم له اتجاهات عديدة بل حتى الاديان صارت تقدم على انها علم فلسفة متخصص في الكثير من الشؤون ، على سبيل التعددية نذكر:
-أصل الكون وجوهره.
- الخالق (الصانع) و كثر الاستفهام حول وجوده وعلاقته بالمخلوق.
-صفات الخالق (الصانع) ولماذا وجد الإنسان؟
-العقل وأسس التفكير السليم.
-الإرادة الحرّة ووجودها.
-البحث في الهدف من الحياة وكيفية العيش السليم.
تعدد الطروحات و توسع التخصاصات الفلسفية لم تمنع مبدء الاحادية في حكمة الوصف المعرفي و ضرورة التوسع به....بعد ظهور الاديان وتفرعها لم تعد الفلسفة علم بها يرسم التصميم العام لقانون المعايشة الانسانية ،بل ارتدت رداء الفهم الديني أو السياسي في كل مجتمع....
اصبحت مسؤولية الفرد عميقة و ثقيلة في ان يقر التركيز على فهم المعنى الحقيقي لكل ظاهرة، لا البقاء على ارض ما تطرحه المعتقدات كلا وفقا لمن يقوم على إدارة هيكل هذا المعتقد...
الفيلسوف الحق هو الذي يناهض كل التفرعات و تنوعها ليخرج بمفهوم ان الوجود يعتمد على الأرض والأرض هي الام والنبته هم الأجيال وما يحصل عليه الفرد من الأرض و الام لا يتغير ولا يستبدل بل يضاف له البصيرة في رفع مستوى التفكير وتغيير الذات، ثم التفكير بما به الفعل في رسم قانونية الحياة ان وجب.... أي اعتبار الفلسفة علم فكر وفرض في ان نرسم الاحكام العامة وفقا لمعطياتها لا وفقا للمنظور العقائدي او الفردي...الفلسفة علم بسيط اساسه الولادة و الحكم بين الموت و الحياة، هي ابسط الطرق التي يمكن ان توصلنا الى سمو الانسانية و التعمق بالايمان با النفس و تفاصيل كل ظاهرة لا نقدر على تفسيرها... 
قد يبدو الطرح للقارىء رغبة في تسفيه الامور و الابتعاد عن الوجهة الواقعية في فهم الكونية البشرية....بل هو واقع اعتمده اغلب الفلاسفة على مر التاريخ... لاننسى قول ارسطو:
(( علمتني الفلسفة ان اكون حرا في ما افعل غير ما يفعله الاخرون وفقا لقانون به يأمروا ))... تفسير بسيط على انا مخيرين لا مسيرين و نملك القرار بجمعة شاملة في ما به حق الجميع لا ما يقره الحاكم في ضمنية توفر صالحه و تسبب تخلف العامة....
أنا رايت هطذ القول هو الصواب وبه افعل ما ارى به المناسب لا ما يقره الغير لي وفقا لقيد به يجنزل تفاصيل الحياة....حين تعي علم الفلسفة يمكن ان تقيم التعمق في منطقييتها بل تلامس واقعيتها....
كن حرا لا مستعبد من الغير ، الحرية مبدء وفهم و عالم لن تعيه إلا حين تعايشه و حين ترى ضرورة الفلسفة في نحت سبل الحياة الامنة. حينها يمكن ان تحقق العيش الرغيد.....
10\5\2019
أمال السعدي

هناك تعليق واحد:

صراع الهوى....أ.ابتسام المياحي

  صراع الهوى ويسألني للودِ حسمتُ ولطيف ألهوى كتمتُ أقولُ وألرماحِ تدقُ بغرامُكَ أنا ابتليتُ خرساء قواي جارحة بزم...